يرتكز تصنيف الرُّؤية الكونيّة الإلهيّة إلى الماديّة مطلقًا والماديّة والمجرّدة معًا على النّظرة التّفسيريّة حول وجود الله والكون والإنسان وتحليل العلاقة بينهم. تستند السلفيّة في تأسيس نظامها المعرفيّ على التّجربة والحسّ، خلافًا للإماميّة حيث تذهب إلى رفض حصر المرجعيّة في التّجربة والحسّ، وبالتّالي فهي تقبل الاستناد إلى المناهج الماورائيّة كالعقليّ والشّهودي. ترى السلفيّة أنّ الواقعيّة مساوقةٌ للوجود الماديّ كما قال به ابن تيمية، ويلزم منه تجسيم الله ورؤيته بالعين الباصرة، وتجسيم عالم المثال والعقل، وتجسيم النّفس الإنسانيّة. وهذا بخلاف ما تذهب إليه الإماميّة، من أنّ الواقعيّة مساوقةٌ للوجود السعي(ماديّ وغير ماديّ)، وهو يشمل جميع مراتب الكون: الماديّة والمثاليّة والعقليّة والواجبيّة، ولا يلزم منه التجسيم. زعمت السلفيّة أنّ مراتب الكون مستقلّةٌ والله سبحانه يجلس على عرشه ويدير الكون من البعيد. وأمّا الإماميّة ترى أنّ وجود أيّ مرتبة من مراتب الكون ليس بمستقلٍّ، ولا يدير الله الكون من البعيد. بل إنّما يحيط العالم ولا شيء خارجٌ من حكومته وإحاطته. نظريّة السلفيّة تناقض نفسها من أنّها تقول: أساس المعرفة هو الحسّ والتّجربة. فكيف وصلت إلى هذه النّتيجة؟ هل ملاك هذه القضيّة هو الحسّ أم التّجربة؟ لا، بل العقل هو الملاك.
Book Details: |
|
ISBN-13: |
978-613-6-32083-0 |
ISBN-10: |
6136320835 |
EAN: |
9786136320830 |
Book language: |
عربي |
By (author) : |
سيد غيورالحسنين نقوي |
Number of pages: |
88 |
Published on: |
2024-03-15 |
Category: |
Philosophy |