الحمد لله الذي خصّنا بأعظم النعم، وعلمنا ما لم نكن نعلم، والصلاة والسلام على النبي محمدٍ الذي بُعث لكافة الأمم، بشيرًا ونذيرًا ومعلمًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.أما بعد: فقد قسم الصرفيون المتقدمون الصرف إلى أبواب في إطار التقعيد لعلم الصرف، وقد اختصت تلك الأبواب الصرفية ببعض الخصائص التي حملتْ كثيرا من الدلالات، وقد حفلتْ مؤلفات السلف بكثير من الصيغ الصرفية ومنها على سبيل المثال كتب الصحاح الستة، وقد اخترت في هذه الأطروحة العلمية صحيح الإمام البخاري لكونه أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، كما أنه تميّز عن غيره بكثير من الصيغ الصرفية التي اتسمت بالغنى الدلالي، فعلى سبيل المثال جاء في صحيح البخاري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يوردن مُمرِض على مُصِّح" ( ). وفهم هذا النص النبوي الشريف وثيق الصلة بعلم الصرف، فقد يُفهم من صياغه الظاهري فهما خاطئا وهو النهي عن ورود المَرِيض على الصحيح، بينما يفهم المعنى في ضوء خصائص الأبواب الصرفية غير ذلك، فالمُمرِض اسم فاعل من أَمْرَضَ الرجل إذا أصاب ماشيتَه مرض، والمصح أيضا اسم فاعل من أَصَحَّ إذا أصابت ماشيته عاهة ثم ذهبت عنها وصحت، ويُؤكد هذا المعنى ما جاء في المعاجم العربية وبعض المؤلفات التي اعتنت بشروح الأحاديث النبوية الشريفة.

Book Details:

ISBN-13:

978-613-6-32393-0

ISBN-10:

6136323931

EAN:

9786136323930

Book language:

عربي

By (author) :

عبد الرحمن رجب

Number of pages:

244

Published on:

2024-09-24

Category:

Other