الإنسان في الخطاب الصوفي

موضوع الكتاب:[الإنسان في الخطاب الصّوفي - فريد الدّين العطّار وجلال الدّين الرّومي أنموذجا -] والإشكاليّة الرّئيسيّة التي حاولت الإجابة عنها تتمحور حول ماهية الإنسان ومفهومه عند متصوفة القرنين 06+07هـ واخترت فريد الدين العطّار وجلال الدين الرّومي نموذجا لذلك فقد اعتنيا بفكرة الإنسان عناية فائقة من خلال الحديث عن ماهيّته وأبعادها الوظيفيّة الفكريّة والمعنويّة بأفقٍ إنساني، فكانت مؤلّفات الرّجلين ترجمة حقيقيّة لمشروع عرفاني جعل همّه إعلاء قيمة الإنسان وإعادة بعث وظيفته المتمثّلة في تحقيق السّلام والحب والإيمان والعودة به إلى عالم الطهر الأول وعالم الميثاق والربوبية والتأكيد على الموطن الواحد ممثلا في الروح التي تزول معها كل الفوارق والحُجب والظلال ،فليس ثمّة إلا الرحم الإنسانية التي تستوعب جميع البشر على اختلافاتهم وتبايناتهم المليّة والمذهبية والعرقية واللسانية ،وهذا ما يتجلى في خطاب فريد الدين العطار ومولانا جلال الدين الرومي اللذين صاغا خطابا عرفانيا استيعابيا بالتركيز على المُشترك الإنساني ،وهو ما تفتقر إليه كثير من الخطابات المعاصرة في ظل الايديولوجيات المكرّسة. وجعلا هدفهما قيادة الإنسانية نحو شمس الوحدة والمحبة والسلام .