سورة الفاتحة

سورة الفاتحة هي أم الكتاب وقد بدأ الله بها كتابه ونرددها في الصلاة، وفي مواضع كثيرة، وهي مشتملة على عدة فوائد أصولية ومقاصدية، يجب أن نتوقف معها، لنستفيد منها في واقعنا المعاصر، ولذا كان هذا البحث للوقوف على كنوز سورة الفاتحة، وقد انقسم البحث إلى: مقدمة، وتمهيد، و ثلاثة مباحث، واستخدم الباحثان المنهج الاستقرائي التحليلي، بجمع ما تشتمل عليه سورة الفاتحة من فوائد قرآنية ومقاصدية والمنهج الاستنباطي بالتفكر في معاني الألفاظ والآيات والحكم التي تشتمل عليها سورة الفاتحة، وظهر من البحث أن سورة الفاتحة اشتملت على المقاصد الأصلية الثلاثة في القرآن الكريم، وهي: مقصد الثناء على الله، مقصد الأوامر والنواهي، مقصد الوعد والوعيد، وهناك عدة فوائد قرآنية ومقاصدية، ومنها: أن من رحمة الله بعبادة تعليمهم كيف يثنون عليه بما هو أهله؟ في كل وقت وحين، وقبل كل عمل وبعده، وسورة الفاتحة رغم قصر آياتها إلا أنها جمعت في طياتها جميع الكليات الاعتقادية الصحيحة، ومن مقاصد سورة الفاتحة أنها فرقت بين الحق والباطل، وبينت عظم الحمدلة، ومن مقاصد صفتي الرحمن الرحيم في الفاتحة أنها تؤكد عظمة رحمة الخالق بعباده دون سواه، بالإضافة إلى مقصد التسليم المطلق بالعبودية التامة لله وحده، والاستعانة به دون غيره، ولذلك فتقديم العبادة على الاستعانة تقديم للمهم على الأهم، كون العبادة مقصودة بذاتها، والاستعانة وسيلة.