دعوة الإصلاح الديني 1871-1935

يتناول هذا الكتاب دعوة الإصلاح الديني التي أطلقها جمال الدين الأسد أبادي (الشهير بالأفغاني) في أواخر القرن التاسع عشر، وحمل لواءها من بعده محمد عبده ثم رشيد رضا. أحيطت هذه الدعوة بسلسلة من الأساطير حول دعاتها وأهدافها، وتم تسويقها باعتبارها حركة تجديدية هدفها إحداث نهضة إسلامية. وظلت هذه الفكرة مسيطرة على الدراسات التي تتناول هذه الدعوة على مدى قرن ونصف. ومع أن بعض الدراسات كشفت عن جوانب مهمة من حياة الأفغاني، إلا أنها ظلت تدور في إطار هذه الرؤية التقليدية ولم تتعرض لطبيعة هذه الدعوة وأهدافها بالدراسة والتمحيص. يتجاوز هذا الكتاب هذه الرؤية التقليدية بتجاوزه لجوانب القصور فيها، فعلى أساس متين من القراءة الشاملة والمستفيضة والتحليل المتأني للإنتاج الفكري لأعلام هذه الدعوة وأنشطتهم العملية تنفذ فصول هذا الكتاب إلى أعماق الدعوة الإصلاحية وتبحث عن جذورها ومصادرها بوضعها في سياقها التاريخي المباشر. وقد توصل المؤلف إلى أن دعوة الإصلاح الديني دعوة باطنية بهائية معادية للإسلام، عملت تحت رعاية الاستعمار. والكتاب إسهام أصيل في دراسة الدعوة الإصلاحية وبيان عمق تأثيرها في الفكر الإسلامي المعاصر، ويفتح آفاقا جديدة في دراسة النهضة العربية ويسهم في إعادة قراءة التاريخ الفكري العربي الحديث قراءة موضوعية بعيدا عن الصنمية التي سيطرت على التدوين التاريخي العربي الحديث والمعاصر.