أبو الريحان البيروني، مؤرخ الأديان المتخصص

قسمت الكتاب إلى فصلين كبيرين، جعلت الأول فصلا تمهيديا، تناولت فيه ثلاثة مباحث، فخصصت المبحث الأول لإلقاء نظرة عامة على علم مقارنة الأديان، وذلك من خلال تعريفه، وتحديد نشأته، وبيان أهميته خصوصا في عصرنا هذا. وخصصت المبحث الثاني لبيان أهم الدوافع التي حفزت المسلمين على الإقبال على هذا العلم، وقد ركزت على عاملين اثنين، هما القرآن الكريم والتسامح الذي عرف به المسلمون تجاه باقي الأديان. أما المبحث الثالث فتناولت فيه مناهج دراسة الأديان عند المسلمين، فذكرت المنهج الوصفي التاريخي، والمنهج النقدي، ومنهج الرد والمجادلة، والمنهج المقارن. وفي الفصل الثاني تناولت ثلاثة مباحث كذلك. خصصت الأول للتعريف بأبي الريحان البيروني، وبكتابه "تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة". وتطرقت في المبحث الثاني لمعالم المنهج العلمي في دراسات البيروني للأديان من خلال كتابه "تحقيق ما للهند"، فذكرت مجموعة من الضوابط التي التزم بها البيروني في حديثه عن أديان الهند، والتي تعد اليوم من أهم ضوابط البحث العلمي في الأديان. وجاء المبحث الثالث كخلاصة للمبحثين السابقين، حيث تناولت فيه المؤهلات العلمية التي امتاز بها البيروني، والتي جعلته رائدا من رواد دراسة الأديان في التاريخ البشري.