في فقه المقاصد والموازنات عند العز بن عبد السلام

فقه الموازنات من أهم مباحث هذه الشريعة الغراء، التي لا غنى للمجتهد عنها بحال، فهو يضبط الفتوى، ويوجد الحلول الناجعة للمسائل المستجدة، ويبين مقدرة الشريعة الخاتمة على مواكبة مسيرة التطور و إعطاء الحكم الشرعي لكل مستجد، لما تتمتع به من قواعد ومبادئ عامة تضبط جميع فروع المسائل ، ورائد هذا الفن الذي جمع أطرافه وأكثر من تطبيقاته هو العلامة العز بن عبد السلام حيث ذكر تقسيمات المصالح والمفاسد وقواعد الترجيح بينها في أكثر من كتاب من كتبه، وقد أفاض رحمه الله بذكر عشرات الأمثلة التطبيقية ، لذلك تعد كتبه مرجعاً أساسياً لكل من أراد أن يخوض غمار فقه الموازنات ، هذا وقد اختصرت كتاب الإمام الفوائد في اختصار المقاصد (القواعد الصغرى) الذي هو عصارة كتبه المقاصدية ، مع التركيز على القواعد الخاصة بالمقاصد والموازنات ، وهذا الكتيب مهمٌ جداً لدارس قواعد الفقه والأصول والمقاصد لغناه بالمادة العلمية ، والذي يميز كتابات الإمام العز ويعتبر من تجديداته ربط الأصول بأهدافها الحيوية وإعادة دمجها في واقع الحياة، فقد اتجه الإمام بأصول الفقه اتجاهاً عملياً بعيداً عن التكلف النظري، إذ إنه لا يؤمن بأن هناك قضايا فلسفية نظرية، لذا نجده يكثر من التمثيل والتطبيقات الفقهية في قواعد الأحكام، خاصة مما يخرج القواعد من الجمود النظري إلى التطبيق الفقهي .