النص الشرعي بين المنطوق والمفهوم

الأحكام الشرعية التي دلّت عليها نصوص الشرع منها ما هو ظاهر، لا يحتاج إلى نظر واستدلال، ومنها ما هو خفي لا يدرك إلا بمزيد من الجهد والنظر فيما وراء النصوص لاستنباط المعنى المراد. و هذا النوع هو الذي وضع الأصوليون له مباحث دلالات الألفاظ، والتي تُعدّ أحد الطرق التي تنم عن مقصد الشارع الحكيم، و تعين على استنباط الأحكام الشرعية من نصوص القرآن و السنة .وقد اهتم علماء أصول الفقه بهذه المباحث الدلالية لأهميتها في استنباط الأحكام من النصوص الشرعية ، غير أنهم اختلفوا في تقسيم هذه الدلالات إلى مذهبين، اصطلح عليهما : " مدرسة الفقهاء " ويمثلها الحنفية ، و" مدرسة الجمهور " ويمثلها بقية المذاهب السنية وغيرها، والمنطوق و المفهوم هما طرق الدلالة عند الجمهور .وقد تناول الكتاب إسهاب المنطوق بنوعيه: الصريح و غير الصريح ، والمفهوم بنوعيه: الموافق و المخالف ، مع إيراد مذاهب الأصوليين و مناقشتها ، وبيان الآثار الفقهية التي ترتبت على هذه الاختلافات.